الفتاوى الهندية

PRO508ff106036c8 عتبر كتاب (الفتاوى العالَمكَيرية) من أجَلِّ كتب الفتاوى وأنفعها في كثرة المسائل وسُهولة العبارة وحَلِّ العُقَد، وقد اشتهر في الأقطار الحِجَازية والمِصرية والشامية والرّومية باسم (الفتاوى الهندية).

ونِسبةُ الفتاوى هذه ترجع إلى سلطان الهند أبو المظفر محيي الدين محمد أورنك زيب بهادر بادشاه غازي الملقب باسم عالَم كَير؛ أي: فاتح العالم (1028-1118ﻫ)، وهو من سُلالة تيمورلنك المَشهُور؛ إذ ينتهي نسبُه بشاه جهان كير بن تيمورلنك.
كان من علماء الملوك المسلمين، فتح بلداناً كثيرة، ووصفه مؤرخوه بأنه المجاهد العالم الصوفي، واشتهر عنه اهتمامه الشديد بالعلوم النقلية والعقلية، وعمله الدؤوب في نشر الإسلام وعقيدة أهل السنة.
حفظ القرآن من صغره وكتب الخط المنسوب، ومنه مصحف بخطه أرسله إلى الحرم النبوي.
واشتغل بالمملكة ابتداءً من سنة 1068ﻫ، فرفع المظالم والمكوس، وصارت بلاد الهند تحت طاعته، وجبيت إليه الأموال، وأطاعته البلاد والعباد، وأقام في الهند دَولةَ العلم، وبالغ في تعظيم أهله، حتى قصده الناس من كل البلاد.
أقام في المُلْك خمسِين سنة؛ من سنة 1069ﻫ، إلى أن توفي بالدكن سنة 1119ﻫ، ونقل إلى تربة أبائه وأجداده فدفن فيها.
وكان هذا السّلْطان قد أمَر علماءَ الحنفية في بلاده أن يجمعوا فتاوى باسمه تَجمَعُ جُلّ مذهبهم مما يحتاج إليه من الأحكام الشرعية، وكَلّف لجمعها أفاضلَ علماء الهند برئاسة الشيخ نظام الدين بن قطب الدين، ورتبوها على ترتيب كتاب (الهداية) للمرغيناني، واقتصروا فيها على ظاهر الرواية, ونقلوا كل عبارة معزُوّة إلى كتابها، ولم يغيروا فيها إلا لداعي الضرورة.

 Download here.

Author: Ibn Suleman

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *